هابريس:
- محمد مجيب-
- هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط-
كنت منغمسا بين أوراق متناثرة فوق مكتبي الخشبي عندما دق أحدهم باب القسم مرتين متتاليتين. رفعت نظري نحو الباب فإذا به الحارس العام "السي حسن" يشير إلي بأن امنحه بعض الوقت كي يسلمني مظروفا. اقتربت منه فمد إلي الظرف مبتسما وأضاف:
-مبررك السي جاتك واحد الرسالة من عند الوزير شخصيا.
أجبته: لواه "كوفي عنان" ماشي الوزير.
ألقيت نظرة على الظرف غير المتنبر ووقعت عيناي على عبارة "رسالة من السيد وزير التربية الوطنية الى السيد محمد مجيب رقم التأجير ..." وقلت له: واه شي كاميرا خفية واعرة هادي اباحسن.
- ولا أصاحبي اوالله الا رسالة من عند وزير التربية الوطنية اسميتو باقي ...اه محمد بلمختار.
لم أكلف نفسي عناء تصحيح اسم سيادته له لكنني اجبته:
- دابا السي حسن هاد جوا اشنو فيه.
- قال: حلو اصاحبي...واضاف ضاحكا..هاديك رسالة من عند الوزير كيهنئك فيها بمناسبة عيد المدرس.
- قلت:هلاه امتا كاين العيد د المدرس؟
- قال: ف 5 أكتوبر أصاحبي نتا ما عارفش.
- قلت: لا ...فخباري غير هاداك العيد د المدرسة.
- اوا اسيدي راه كاين عيد المعلم حتى هوا ...مبارك عواشرك.
فتحت الظرف تحت أنظار "السي حسن" وأخرجت الرسالة التي لم تكن مطوية جيدا وكان جزء من أسفلها ممزقا مما استرعى انتباه الحارس العام الذي ضحك ملء فاهه وقال:
-باينة اصاحبي هاذ الوزير مكيحملكش سافط ليك رسالة مقطعة.
- صبر اصاحبي نقراو اشنو كاتب هنايا.
بدأ الوزير أو لنقل ديوان الوزير رسالته بجملة إسمية " رسالتي اليوم اليكم أود..." أتبعها بغير يسير من الجمل المختلفة الأنواع والتي لم أكلف نفسي عناء قراءتها، فقد ذكرتني بتغطيات مصطفى العلوي على القناة الأولى. غير أن ما لفت انتباهي هو التوقيع اسفل الرسالة لذا التفت الى "السي حسن" قائلا:
- هاذ الوزير الشجرة ديالو كاملا دارها هنايا.
- ارا نشوف ...بدأ "السي حسن" يقرا الرسالة وعندما وصل لكلمة "أود" في الجملة الأولى نطقها "أمودو" مما جعلني انفجر ضحكا وقلت له:
- لواه "مداولة" السي حسن ماشي "امودو".
- مرر يده على ذقنه وقال ضاحكا:
- شد..شد..حط هاد الجوا او يلاه تشرب أتاي راه مازلا واحد 5 دقايق فلاستراحة.
- اوا دابا هضرتي. يلاه...
مشيت رفقت "السي حسن" وأنا أدندن " اها ها هاه...إوا هادي كدبة باينة".
-
صدقت اخي (هدي كذبة باينة).إن رسالة السيد الوزير يطغى عليها فقط لازمة الواجب والخطاب الأخلاقي والمجمالاتي،ولم يذكر السيد الوزير أي إجراء واحد لصالح حقوق المدرسين وغيرهم من الأطر التربوية في عيدهم هذا،سواء تلك التي لازالوا يطالبون بها منذ سنوات(مثلا تحسين ظروفهم المهنية والإجتماعية المزرية والمتفاقمة...)،أو تلك المكتسبة التي يتم الإجهاز عليها(نذكر منها:متابعة الدراسة الجامعية،المشاركة في مباريات المراكز الجهوية لمهن التربية،الإستفادة من معاش التقاعد عند الإحالة المبكرة عليه لسبب من الأسباب حيث تم تأجيل الاستفادة إلى بلوغ سن التقاعد الرسمي،التقاعد،الترقية بالشهادات...)،ناهيك عن مهاجمة واتهام المدرسين وتحميلهم جزئيا او كليا لوحدهم فشل المنظومة التعليمية في عدة مناسبات من طرف السيد الوزير.و للحديث بقية .تحياتي
ردحذف