هابريس/مونت كارلو/ سناء العاجي.
كتب الصديق الصحافي هشام روزاق ما يلي: "اعتقلت قوات الأمن قبل قليل، مواطنا مغربيا، كانت قد تمت محاصرته من طرف جموع غفيرة من المغاربة، بتهمة عدم حج بيت الله الحرام.
التحقيقات الأمنية، كشفت أن المواطن المغربي، لم يؤد فريضة الحج، الركن الخامس في الإسلام، رغم توفر شرط الاستطاعة المادية والجسدية فيه. التحقيقات الأمنية، كشفت أيضا، أن المواطن المذكور، لا يؤدي صلواته الخمس، ويكتفي بأداء ضرائبه للدولة، في حين يمتنع عن أداء الزكاة.
(...)
لا تستغربوا كثيرا. إذا استمرت الدولة في تشجيع مواطنيها على مراقبة شعائر بعضهم، وفي محاسبة كل من لا يؤدي طقوسه الدينية التي يفترض أنها تدخل في إطار العلائق المباشرة بين الإنسان وربه، فإن خبرا مثل هذا، سيصبح أمرا عاديا. دولة تعاقب المفطر بدعوى المس بالصائم، لن تتأخر كثيرا في معاقبة تارك الصلاة، والمستنكف عن الحج، وغير المؤدي للزكاة. لا تستغربوا... قد نجد أنفسنا يوما، أمام دوريات تفتش فينا عن صدق النطق بالشهادة."
ينتهي هنا نص هشام روزاق بسخريته القاتلة التي يجب أن تجعلنا نفكر جديا في علاقتنا برمضان. أليس كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لله وهو يجزي به؟ لماذا يريد البعض أن يأخذ مكان الله ويعاقب الناس في الأرض على عدم احترامه، بينما لا ينزعجون مثلا بنفس القدر من تارك الصلاة و من الشخص الذي لا يؤدي الزكاة؟ لماذا ينزعج البعض من ابن بلدهم المفطر في رمضان بحجة عدم احترامه لصيامهم، ولا يزعجهم الأجنبي الذي يفعل؟ لماذا ينزعج الكثيرون من المفطر في رمضان ولا يزعجهم نفس الفعل حين يصومون خارج رمضان؟ هل الأمر ديني إذن أم أنه رغبة في مصادرة حق الآخر في الاختلاف؟ كل أولئك الذين يعتبرون أنه من حق الشخص أن يفطر في رمضان، لكن في بيته: أليسوا يقولون للفرد أن لا يخاف الله الذي يفترض أنه يرانا في كل مكان، وأن يخاف منهم فقط؟ من العباد؟
علينا أن نفكر جديا في علاقتنا بهذه السلوكيات الفاشية. هناك تعصب كبير جدا في دول عديدة بخصوص رمضان أصبح أحيانا يأخذ أبعادا خطيرة تجعل مواطنين يمارسون العنف ضد مواطنين آخرين بدعم وتشجيع من الدولة. إلى أين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق