فكر مجتمعي خاطئ. - Hapress هابــريس

عاجل

تابعنا على فيسبوك

الجمعة، 3 يوليو 2015

فكر مجتمعي خاطئ.






هابريس:


/هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط/


من منا لم يسمع " الرجل رجل مهما إرتكب من أخطاء و المرأة لا تغتفر أخطاءها لأنها إمرأة".


كثيرا ما أسمع هذه المقولة تتداول بين الناس في أحاديثهم عن الفضائح بالمجتمع , تساءلت ما الفرق؟ ولماذا  تنتشرهذه الأفكار بين الناس رجالا كانوا أو نساءا.

فقلت ربما بسبب الجهل, لكن تفاجئت أن المسألة ليست كذلك , فحتى الفئة المثقفة لديهم نفس الأفكار و يتبنون نفس المعتقدات.

من منا لم يسمع هذه الجملة " السجن للرجال" حقيقة أمر مضحك للغاية، السجن للرجال فهنيئا لكم……

أمر يستدعي السخرية .....مجتمع متخلف و أفكاره فاقت التخلف لدرجات.

هل بهذا أفهم أن خطأ الرجل يغتفر و خطأ المرأة لا يغتفر، لكن لماذا ؟ هل فقط لكونه رجلا فل يفعل ما يشاء .

عجبا ! أليس في الدين أن الخطأ خطأ مهما كان مرتكبه؟ و سيحاسب عليه، فلماذا يا ترى تسود مثل هذه الأفكار بمجتمعنا؟

ليس للأمر إلا إجابة واحدة، هي أن مجتمعنا مجتمع ذكوري تغلب عليه سلطة الرجل، حيث صار هو حر في تصرفاته، والمرأة ما هي إلا وسيلة لتحقيق رغباته، و إنجاب الأطفال و تربيتهم و خذمة مطالبه.

للأسف الشديد هذا الفكر نرثه جيلا بعد جيل، فالمسألة لم تعد تقتصر على التخلف بل حتى على الوعي.

نجد رجالا مثقفين يبررون أخطاءهم فقط بكونهم رجالا , في حين توصف المرأة بجميع المصطلجات التي تنقص من قيمتها أيا كان خطأها و إن كان بسيطا.

أعطي مثالا سائدا بمجتمعنا، فالمرأة التي زنت تسمى رخيصة و حقيرة و فاسدة وساقطة، أي توصف بجميع أنواع المصطلحات التي تنقص من قيمتها، في حين أن الرجل الذي إرتكب نفس الجرم يعتبره المجتمع " رجلا حرا في فعل ما يريد فالرجل يبقى رجلا لا ينقص من قيمته أي شيء مهما فعل من جرم".

أما إن عدنا إلى ديننا فالرجل الذي زنى يسمى زانيا، و سيحاسب على فعلته، و نفس الشيء بالنسبة للمرأة الزانية التي ستحاسب هي الاخرى على فعلتها، دون تمييز بين الطرفين. لكن رغم ذلك فمجتمعنا مجتمع تمييزي بامتياز، يحلل الامور كيفما يحب بعيدا عن المنطق .

ان مجتمعنا مجتمع ذكوري بامتياز، تغلب عليه سلطة الرجل، و النقص من قيمة المرأة، مما جعل هذه الأخيرة تخرج من صمتها لتطالب بحقوقها، لكن للأسف هناك من المطالب من تعدى حدود ديننا، بسبب هذا التمييز المجتمعي بين الرجال و النساء وصلت المرأة الى ما وصلت إليه اليوم من إنحلال أخلاقي، وفساد فاق التصور، حتى صارت تطالب بالمساواة مع الرجل في الإرث.

ان التحرر الذي تعبشه المراة اليوم و ضهور جمعيات مدافعة عن حقوق المرأة، أدى بنا إلى المطالبة بحقوق تعدت ما جاء به ديننا، و النتيجة إنحلال أخلاقي و تحرر و عري و إنتشار الفساد.

هل تعتقدين سيدتي أنك بهذا حققت إنجازا عظيما؟ لا أعتقد ذلك، فما حققت شيئا سوى أنك إشتريت تذكرة إلى النار و ما هذه سوى دنيا فانية، فكلنا راحلون.

ليس بالعري و التحرر سأصنع كرامتي و هيبتي بالمجتمع، مخطئ من يعتقد ذلك، بل بالعلم و الأخلاق و الحشمة و الوقار، أفرض إحترامي على المجتمع، و الغاية الكبرى من ذلك إرضاء خالقي.


نسي الرجال أن الدين كما ألزم المرأة على الستر فقد ألزمه هو ايضا بغض بصره، فلا تسقط واجبك في غض البصر لإسقاطها واجب الستر، فالكل سيحاسب على أخطاءه ، فلا تبرر أخطاءك بأخطاءها هي.

منحنا الله عقولا لنفكر بها، و لنعلم الصحيح من الخطأ،,فلا تأخذ في الدين ما تريد فقط، ولا تسقط على المرأة كل ما يقع بمجتمعنا ولا تنسى أنك طرف من هذا المجتمع.

ذات يوم دار حوار بين شخصين، رجل وامرأة، وكنت جالسة أسمعهم فأثار غضبي و سخريتي في نفس الوقت، ما قاله الطرف الثاني للبنت.

فالحوار كان كالأتي : بمجرد ما قالت البنت أنا أحب البنات عن الأولاد، و عندما أتزوج أريد أن يرزقني الله بناتا، كانت إجابة الطرف الثاني، أن هذا يسمى عنصرية ، فلا تنسي أن المصائب التي ترتكبها البنات أكبر من تلك التي يرتكبها الأولاد، و شيء أخر لا تنسي أن الأولاد مهما إرتكبوا من مصائب، يعدون رجالا لا ينقص ذلك من قيمتهم، هنا تدخلت في الحوار مستغربة، و قلت نعم ليس هناك فرق بين الأطفال ذكورا كانو أو إناثا، لكن لماذا ميزت بين أخطاء الرجل و أخطاء المرأة، هل هناك فرق ؟ و أين الفرق؟ فالخطأ خطأ مهما كان مرتكبه، لكنه ظل متمسكا برأيه و أن مجتمعنا هكذا أفكاره و يجب أن نكون فرد من أفراد هذا المجتمع. و متشبتين بالأفكار السائدة فيه، رفضت هدا الأمر، و قلت له لن أتبنى أفكار مجتمع متخلف، فأنا سندي الوحيد هو الدين و الشريعة الإسلامية، ما دام ديننا لا يميز بين خطأ الرجل و خطأ المرأة، و أن الكل سيحاسب دون تفرقة أو تمييز، ولا علاقة لي بأفكار مجتمع تسود فيه افكار خاطئة أدت بنا إلى الهلاك.



أنا هنا لا أدافع لا عن المرأة و لا عن الرجل , أنا فقط أعبر عن رأيي حول ما نحن عليه، و ما وصلنا إليه بسبب أفكار خاطئة، بدل أن نقضي عليها نساهم في توارتها جيلا بعد جيل بين جاهل و مثقف.




سميرة وعراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

$.each($('a[name]'), function(i, e) { var elem = $(e).parent().find('#postviews').addClas