حوار مع البطل مصطفى العمراني. - Hapress هابــريس

عاجل

تابعنا على فيسبوك

السبت، 13 يونيو 2015

حوار مع البطل مصطفى العمراني.


هابريس:
عن موقع temaradix:
مصطفى العمراني، صاحب نادي “النور” للفنون القتالية بمدينة بنسليمان. شخص يصفه جيرانه بالرجل الطيب والقادر على صقل مواهب الأطفال في مدينته. لكن الأقدار سارت بما لا تشتهيه آماله. لقد حمل معه أطفالا إلى شاطئ غير محروس بمدينة الصخيرات، كي يحتفلوا بألقابهم، فقضى 11 منهم غرقا. من داخل مركز الدرك الملكي، حيث يوجد قيد التدابير الاحترازية، أجرى معنا حوارا يكشف فيه تفاصيل مهمة في رحلة الكارثة.
أين أنت الآن؟
أنا حاليا في مركز الدرك الملكي بمدينة الصخيرات، وقد بت هنا منذ البارحة، ولا أعرف ماذا سيفعلون معي، أو كم من الوقت سيحتجزونني هنا. أشعر بنفسي ضعيفا، وحالتي مضطربة. ولحسن الحظ، تركوا لي هاتفي المحمول هذا الصباح لأتصل بعائلتي، بينما أخذوه مني البارحة. وأستطيع على الأقل، في هذه اللحظات، أن أروي لكم ما حدث، لأنني أخاف أن أتحول إلى وحش في نظر الناس.
ألم يخبرك رجال الدرك بسبب احتفاظهم بك عندهم؟
لقد قالوا لي البارحة إنهم يريدون فقط، أخذ أقوالي وتضمينها في محضر. ربما لديهم أمر بالاحتفاظ بي. ثم أخبرني رجال الدرك في ما بعد بأنهم سيحتفظون بي لمدة أطول لأنهم يخافون على حياتي. إنهم يعتقدون أن عائلات الأطفال الغرقى سينتقمون مني، وقد يمسون سلامتي الجسدية، ولذلك، فإن مكوثي عندهم في هذا المقر هو من باب التدابير الاحترازية، وأنا أتفهم موقفهم.
هل وجهوا لك تهمة معينة؟
كلا، لم يخبرني أحد ممن يستجوبونني بأني قيد الاعتقال بسبب توجيه تهمة ضدي. ولا أعرف على كل حال، بماذا سيتهمونني لأني لم أفعل شيئا يستحق خضوعي لمحاكمة معينة وكأني خططت لقتل أولئك الأطفال. كانت الحادثة قضاء وقدرا.
لكنك ذهبت بالأطفال إلى شاطئ قيل إنه ممنوع فيه السباحة..
كلا، من يقول إنه شاطئ ممنوع؟ لم أر أية لافتة تشير إلى ذلك، فالشاطئ كان مليئا بالناس الذين يسبحون. لم نكن وحدنا هناك. وكنا دوما نذهب إلى ذلك الشاطئ، ولم يسبق لأحد من الدرك أو غيره، أن طلب منا مغادرة الشاطئ أو عدم السباحة فيه.
على كل حال، هو شاطئ غير محروس، وكان عليك أن تنتبه إلى ذلك وألا تستقدم أولئك الأطفال؟
الشواطئ هناك في غالبيتها غير محروسة، وليس معنى ذلك أنها تُمنع في وجه الناس. لم يكن الأطفال يسبحون بما تحمله الكلمة من معنى. لقد كانوا فقط، يلعبون في المياه الضحلة، ولم يكن العمق يتجاوز ركبهم. إننا نذهب إلى ذلك الشاطئ كي نقضي أوقاتا ممتعة فحسب، ولم نتعمد المخاطرة بأرواح الأطفال. إذا أردت أن تعرف ما أعنيه، يمكنك أن تذهب إلى هناك، فستجد البحر هادئا لفترة، ثم يتغير فجأة، وما حدث لنا أن الأطفال غمرتهم المياه بشكل غريب، وكأن حفرة ظهرت من العدم تحت أقدامهم، ثم ابتلعت الجميع. لقد كان المشهد مروعا.
هل تحركت لإنقاذ الغرقى؟
بالطبع، وهل تعتقد أني سأقف مكتوف اليدين. لقد أنقذت ثلاثة أطفال، ثم عجزت عن الاستمرار، لأن الوقت الذي استغرقته في إنقاذ هؤلاء، جعل الآخرين يختفون تحت الماء. لم يعد هناك طفل آخر لأنقذه. كان معي بعض المؤطرين وسائق الحافلة الصغيرة يحاولون إنقاذ باقي الأطفال، لكنهم قضوا أيضا غرقا.
سمعت أنك فقدت شخصا من أقاربك في هذا الحادث؟
هذا صحيح. لقد فقدت ابنتي، فدوى الوردي. وهي بطلة مغربية في رياضة التكواندو. لم يعثروا عليها لحد الآن، كما أخبرني رجال الدرك. ليس سهلا أن تدين شخصا وتحوله إلى وحش، بينما هو نفسه ضحية. لقد فقدت ابنتي كما فقدتِ العائلات الأخرى فلذات أكبادها. وكما أحس بمعاناتهم، أود منهم أيضا، أن يشعروا بحزني الشديد.
كم كان عدد الأطفال الذين يوجدون على الشاطئ ذلك الصباح؟
كان عددهم 45 فردا، من بينهم المؤطرون.
وهل أتيتم بحافلة؟
كلا، فقط بحافلة صغيرة..
وهل تستطيع حافلة صغيرة أن تحمل 45 شخصا؟
كلا، لقد قامت الحافلة برحلتين بين الشاطئ وبن سليمان لحمل أولئك الأطفال على دفعتين.
هل هي حافلة تابعة لجمعيتكم؟
لا، هي حافلة يملكها صديق لي، واكترتيها من عنده لهذا الغرض
وما اسم صديقك؟
عماد بلخضوة، وهو سائقها نفسه..
أي هو نفسه الذي قضى غرقا وهو يحاول إنقاذ الأطفال؟
نعم. إنه صديقي. لقد فقدته هو الآخر. لقد مات بطريقة شجاعة. ولم يعثروا عليه حتى الآن. لم يكن له أن يقف مشدوها وهو يرى الأطفال يغرقون، على عكس بعض الناس الذين كانوا موجودين في الشاطئ، والذين وقفوا يتفرجون أمام هول هذه الكارثة. وأنا هنا لا ألوم أحدا، لكني أعتقد أن المرء لا يستطيع أن يُحوّل غرق أزيد من عشرة أطفال إلى مشهد للفرجة.
حينما تقوم بمثل هذه الرحلات، هل تنسق مع السلطات المحلية بشأن هذه الرحلة؟
كلا، لا أفعل ذلك، لأن العادة جرت أن الأنشطة الشهرية لجمعيتي لا تتطلب إخبار السلطات أو التنسيق معها. ولا يوجد في القانون نص أو فقرة تفرض عليّ أن أخبرها بوجهتي إن كان الأمر يتعلق برحلة عادية، وداخل المنطقة نفسها، حيث مقر الجمعية.
هل تخاف من أن تُلام على كل ما وقع؟
بحسب ما تجري به الأحداث حاليا، فأنا أتوقع كل شيء، وكي أكون صريحا معك، فإن ما يخبرني به رجال الدرك يزيد من مخاوفي. لكني أعرف أن الناس في مدينتي يعرفونني على نحو جيد، ويعرفون أني كنت دوما أسعى إلى ما هو في مصلحة الأطفال. وأرجو منهم أن يتذكروا ذلك، وألا يقسو علي أحد بسبب ما حدث. أنا تحت الصدمة، ولم أستوعب بعد ما حدث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

$.each($('a[name]'), function(i, e) { var elem = $(e).parent().find('#postviews').addClas